لعبة الاخطاء السبعة
لعبة تستدعي من الكثير من التكيز
في ممارسة أي لعبة هناك دائما تقنيات وتدريبات ذهنية وبدنية، وتحريك لكامل الحواس بشكل دائم، من اجل تحصيل نتائج أفضل وتحقيق نجاحات مبنية على أهلية وشرعية.
وهكذا، في لعبة تصيد الأخطاء السبعة، يحتاج اللاعب الذي يمارسها الى كل هذه التقنيات والحواس، وأولها حاسة البصر التي تخوله التقاط الأخطاء أو الفوارق بين صورة أصل وصورة مزورة عن الأصل. فاللعبة ـ كما هو معروف ـ تقوم على أساس وجود صورة أصلية، غير مشوهة.. صورة ترتاح لها العين بمجرد النظر اليها، ولا يرتد منها البصر حاسرا، مصطدما اما بجدار يمنع وصولها أو بفراغ لا يمنحها انعكاسا جميلا، صورة ـ مهما كانت جودتها أو فنيتها ـ يمكن قبولها، لأنها مكتملة الخطوط والابعاد، لم تتدخل فيها يد عابث، فتضيف خطا، أو تلغي خطا.
اما الصورة الأخرى المزيفة من الصورة الأصل، فهي على العكس من الأصلية، صورة ناقصة، قاصرة ان تعطي للبصر مساحة أفضل يتمدد فيها براحة، أضف إلى ذلك انها تشوه الأصل، وتخرب الذوق، وتجهد العقل.
ثمة من يستطيع ان يحدد الأصل والمزيف بمجرد النظر الى الصورتين، وهو بالتالي شخص قادر على التقاط الأخطاء وتحديدها، ذلك انه مدرب بشكل جيد، ومهيأ جدا، ذهنيا وبصريا، لمعرفة كل ما هو خارج جو الصورة اما بنقصان أو زيادة لا داعي لهما. هذا شخص يمتلك حاسة بصر وبصيرة جيدتين، ويمتلك حساسية عالية تجاه الأشياء المزورة، لا يقبلها ولا يرتاح لوجودها.
وثمة ايضا من يتعب كثيرا، ويأخذ وقتا أطول في تحديد الأخطاء، لأنه ينظر الى الشكل الخارجي من دون ان يعي ان ثمة فوارق بين الصورتين، وهو بمجرد ان يحرك ذهنه قليلا، ويسدد بصره بشكل أفضل، تبدأ الرؤية بالاتضاح عنده في تحديد الفوارق. وهذا شخص ضبابي الرؤية، بطيء الفهم.
أحيانا تجد من يحتاج الى مساعدة الآخرين في تحديد أي خطأ، انسانا اتكاليا، يعتمد على بصر الآخر دائما، وينظر الى الصور التي أمامه بعين مغمضة، أو ربع عين على أفضل تقدير. هذا شخص لا يمكن الاعتماد عليه أبدا، الا انه أفضل ممن يسألك مبتسما ببلاهة: هل هناك بالفعل صورتان نحتاج الى تحديد الفرق بينهما؟
يلا لقد بدأت اللعبة